حضورٌ ضعيف على مستوى القادة: اِنطلاق أشغال الدورة الـ 34 لقمة جامعة الدول العربية ببغداد

0
6

تحتضن العاصمة العراقية بغداد، أشغال الدورة الخامسة والثلاثين لجامعة الدول العربية، في ظل حضور ضعيف على مستوى القادة، حيث سجل خمسة قادة من دول الجامعة العربية حضورهم من أصل 22، وهو ما اعتبره العديد من المحللين فشلا مسبقا للقمة، التي تنعقد في ظروف معقدة تعرفها المنطقة منذ سنوات.

وشارك وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والاتحاد الأفريقي، أحمد عطاف في أشغال القمة، ممثلا عن الرئيس عبد المجيد تبون، حيث أجرى على هامش القمة عدة لقاءات ثنائية مع نظرائه من تونس وموريتانيا والصومال وجيبوتي، إضافة إلى لقاء أجراه مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى القمة، ميخائيل بوغدانوف، حيث استعرض عطاف مع نظرائه، العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، والتنسيق والتشاور حول أبرز القضايا الدولية والإقليمية.

وتصدرت حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، والتي لم يعد تفصلها إلا بضعة أشهر لتدخل عامها الثالث، جدول أعمال القمة، حيث ستعمل على صياغة بيان عربي مشترك يطالب بمضاعفة الضغط على الكيان الصهيوني لوقف الحرب على القطاع، وفتح المعابر قصد إجلاء المصابين وإدخال المساعدات الإنسانية، ويأتي هذا وسط تفاؤل ساد بعد الجولة الخليجية الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال من الإمارات: “إننا ننظر في أمر غزة، وسنعمل على حل المسألة. الكثير من الناس يتضورون جوعاً، هناك الكثير من الأمور السيئة التي تحدث” وهو تصريح أثار امتعاضا صهيونيا غير معلن تجاه الحليف الأول للكيان في العالم.

وتشير مصادر إلى أن القمة ستطرح مبادرة جديدة شاملة تتضمن إنهاء حرب الإبادة على قطاع غزة، ورسم الخطوط العريضة لمستقبل القطاع بعد الحرب، وإدخال المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار، مع عودة السلطة الفلسطينية لممارسة مهامها في القطاع، وهي الخطوط التي اتفق عليها القادة المجتمعون في قمة القاهرة الاستثنائية التي انعقدت خلال شهر مارس الماضي، كبديل عن المشروع الذي طرحه ترامب بدعم صهيوني قبل أشهر، والمتعلق بتهجير سكان القطاع نهائيا إلى دول أخرى تأتي مصر والأردن على رأسها.

ورغم غياب الرئيس السوري أحمد الشرع عن أشغال القمة، وتكليفه لوزير خارجيته أحمد الشيباني بالمشاركة بدلا عنه، كان الملف السوري حاضرا بقوة في أشغال القمة، حيث تجمع دول الجامعة العربية على دعم السلطات الجديدة في دمشق، والتي قررت الولايات المتحدة الأمريكية قبل أيام رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهي عقوبات تضاعفت مع إصدار الكونغرس الأمريكي لقانون قيصر قبل أزيد من عشر سنوات، ومقابل رفع العقوبات، دعت الولايات المتحدة دمشق إلى الانضمام إلى اتفاقيات آبراهام للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وطرد فصائل المقاومة الفلسطينية من سوريا، وهو الأمر الذي سيضع السلطات السورية الجديدة أمام اختبار حقيقي من موقفها تجاه القضية الفلسطينية.

زكرياء قفايفية.

اترك رد